من افني إلى طاطا...حزام الاحتجاج يتواصل

من افني إلى طاطا...حزام الاحتجاج يتواصل

    في ظل الواقع المتردي اقتصاديا واجتماعيا لساكنة المناطق المهمشة، وبعد طول انتظار للتنمية الموعودة، خرجت أحزمة التهميش في جنوب المغرب في أشكال نضالية متنوعة وفريدة من نوعها. فبعد انتفاضة معطلي افني وطاطا وكليميم، انتقل الزخم النضالي إلى القرى والمداشر والبلدات. فها هي جماعة "أسرير" التابعة لإقليم كليميم، و بعد ما يقارب سنة من الاعتصام تخللتها مسيرات احتجاجية في اتجاه عاصمة الإقليم، ووجهت بالحديد والنار من طرف الأجهزة الأمنية التي لا تتقن إلا لغة "الهرماكا" و"التعذيب". فهذه الجماعة اليوم تعيش على صفيح ساخن، بعد أن أقدم المعطلون على الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، انطلق يومه 20 مايو مستمرا إلى حد كتابة هذه السطور، مسفرا عن إغماءات عجلت بنقل أحد المضربين إلى مستشفى أكادير، بسبب حالته الصحية المزرية. أمام هذا الواقع المر الذي تعرفه هذه القرية المهمشة، قررت عائلات الضحايا خوض وقفة احتجاجية بحر الأسبوع الذي نودعه، لكن سلطات "العصا" و"الزرواطة" كانت لها بالمرصاد، حيث فرقت الوقفة بالقوة، وأصيبت على إثرها الناشطة الحقوقية "خديجة موتق" و "زبيدة موتق".

    وتجدر الإشارة هنا إلى أن الملف المطلبي لهؤلاء لم يلق أي تجاوب من طرف السلطات، والتي فضلت نهج سياسة النعامة في تعاطيها مع الملف الاجتماعي بالإقليم، الذي يعرف تحركا غير مسبوق للمعطلين. فمعطلو بويزكارن وتغجيجت ما زالوا يواصلون تحركاتهم من أجل الشغل والكرامة. ويمكن القول بأن نضالات الجماهير ضد القهر والفقر لم تعد تقتصر على الحواضر فقط، بل انتقلت إلى العالم القروي. فطاطا وافني وكليميم خرجت بشبابها وشيوخها، وأسا ومحاميد الغزلان واسرير وتغججت وراس اومليل وأهل بوعيطة واصبويا على دربهم ساروا. شعارهم الوحيد الكرامة والعيش الكريم.

    فمن أقصى الشرق إلى الغرب، حيث اصبويا الصامدة بأبناءها في معركتهم من أجل الشغل والأرض التي تتهددها أيادي البورجوازية العفنة، يواصلون كل من موقعه تحرير موطنهم من التهميش والحكرة وفرض وجودهم على أرضهم، ومواجهة كل من تسول له نفسه وضع اليد عليها، لصالح بورجوازية الخليج وغيرها من مافيا العقار ومصاصي الدماء.

الحسين مرزوقي