رسالة توضيحية إلى السيد رشيد نجيب عضو العصبة الامازيغية لحقوق الانسان:

28/03/2008

رسالة توضيحية إلى السيد رشيد نجيب عضو العصبة الامازيغية لحقوق الانسان:

مدونة "إنغميسن" ليست سلة مهملات، بل هي للرأي والرأي الاخر

المدون الامازيغي حسان أوهمو

    مرة أخرى نتوصل بعدة رسائل توبيخ من طرف بعض الذين يعتبرون أننا أطلقنا حملة أو بالأحرى حربا إعلامية ضدهم، هؤلاء الذين عبروا عن سخطهم على المدونة الالكترونية "إنغميسن" والتي واكبت حرب البيانات الأخيرة، بل اعتبرها بعضهم "سلة مهملات" لا تصلح لخدمة القضية الامازيغية بقدر ما تسيء إليها، لا لشيء سوى لأنها انخرطت في نشر البيانات والبيانات المضادة خلال الحرب الباردة التي نشبت بين العصبة الامازيغية لحقوق الانسان وبعض الساخطين عليها، بعد لقاء السادس عشر من يناير الماضي الذي جمع أعضاء من هذه الجمعية الحقوقية برئيس فريق الأصالة والمعاصرة السيد فؤاد عالي الهمة.

  ما يحز في نفسي هو أن توصف مدونتي الالكترونية، التي أبدل فيها يوميا قصارى جهدي من أجل وضع الرأي العام الوطني في تواصل مع الخبر، بسلة مهملات. فإذا كنتم تحسبون المدونة سلة مهملات لأنها تنشر مقالات تستهدفكم وتبين للرأي العام أشياء كان يجهلها، فهذا شرف كبير لي أن تنعت بذلك، وإن شئتم فافانعتوها بأقدح الأوصاف، فهي ستبقى كذلك، ولو كانت سلة مهملات لما يزورها ذلك العدد الهائل من الزوار يوميا. أضافتم: "أحسنتَ صنعا عندما أعلنتَ أن مدونتك ستتوقف عن النشر، فالتوقف عن النشر أحسن لك من أن تنخرط في الحرب ضد العصبة الامازيغية". لما هذه البلادة؟، فالتوقف النهائي للمدونة عن النشر والذي أعلنته سابقا كان بغرض جص نبض الزوار والذين تجاوبوا مع الاعلان وعبروا عن قلقهم بالفعل عن توقف المدونة التي وصفوها بنافدتهم على العالم الامازيغي، فهم من جعلونا نعدل عن وقف النشر بالمدونة وفي المقابل، ضخوا فينا دماء جديدة من أجل الرقي بالاعلام الالكتروني الامازيغي إلى أعلى المراتب.

   فإذا كان الإخوان في العصبة الامازيغية يجيدون في قاموسهم الحقوقي عبارة "نكران الخير والجميل"، فلا ينكروا جميل مدونة "إنغميسن" عليهم، فهي التي واكبت بياناتهم وتقاريرهم الشهرية من أولها إلى أخرها، بل وأفردت لإطارهم حيزا مهما ضمن موادها، وأنا لا أعتبر ذلك جميلا، فأنا أنشر ذلك من منطلق إيماني بالأمانة الملقاة على عاتقي ولا أريد منهم جزاء ولا شكورا.

    للأخ رشيد نجيب، والذي أسهب في لومي وعتابي لإنخراطي في حرب إعلامية ضده، لك يا أخي أقول، إنني لم أنخرط في حرب ضدك ولا ضد عصبتك، فأنا أنشر ما أتوصل به، كشأن العديد من المواقع الالكترونية والجرائد المكتوبة، ولأنني نشرت بيانكم المستغرب لتصريحات الدغرني ومن حق الرد نشرت بيان الحركة الامازيغية الصحراوية التي ردت على بيانكم، ولما نشرت استقالة السيد سعيد الزاوي من حركة المطالبة بالحكم الذاتي لسوس، تناسلت على بريد المدونة العديد من البيانات المضادة والتي كان من الواجب نشرها لردها على استقالة الزاوي. فإذا كنتَتؤمن بحق الرد، باعتبارك حقوقيا، فإنك لن تعيب علي الانخراط في الحرب ضدك، كما يحلو لك أن تنعته. فلا تحسبن مدونتي سلة مهملات كما ذهب وصفك، لأنها تنشر بيانات فاضحة وشديدة اللهجة لحركة المطالبة بالحكم الذاتي والتي أسهب أعضاؤها في نشر غسيلكم، واطمئن صديقي، فمدونتنا ليست بالجناح الاعلامي لمنظمتكم التي افتض نشطاء الحركة الامازيغية بكارتها لكي تتستر عليكم، فمبادؤنا صامدة ولا تقبل التغيير ولا المساومة. و"إنغميسن" فضاء حر وموقع للرأي والرأي الأخر.

   فشطحاتك الصبيانية هاته تخلق بها المزيد من الاعداء المجانيين لك ولمنظمتك التي توجد في وضعية لا تحسد عليها. ولا تنسى يا أخي أننا عندما وقعنا ميثاق الشرف مع شركة جيران المالكة لحقوق النشر، فإننا لم نوقع على أساس فضح البعض والتستر على البعض الاخر، بل بالعمل على تنوير الرأي العام وليس تضليله. فربحنا الوحيد من ذلك كسب الثقة التي وضعها فينا الزائر الكريم، وأظن أننا أهل بذلك بانخراطنا في نشر البيانات والبيانات المضادة وبحياد تام واستقلالية كاملة، فلا أحد يمارس علينا الوصاية. فلو أرادتُ أن أدلي بدلوي وأعبر عن موقفي الشخصي عن لقاء العصبة بالهمة لفعلت حينه ولا انتظر أية املاءات ولا أضواء خضراء لأفعل. وكما اتهمتم أمكراز والشهيبي بخدام الدغرني الاوفياء، نعتموني أيضا بالعمالة للسيد عبد الله الفرياضي، عندما نشرت له مقالين أدرج فيهما وبجرأة ومهنية قراءة أكاديمية لإستراتيجية منظمتكم ونفض الغبار عن مجموعة من الحقائق التي يجهلها البعض. ولا أظن أن الفرياضي يحتاج إلي وإلى غيري لينشر له، فهو يملك منابره الصحفية، وهي كافية لاطلاع العموم على كتاباته الصحفية.

السؤال الذي يطرح نفسه، ونتمنى أن يجيب عليه الاخ رشيد نجيب: ماهو تعريف "سلة مهملات" في منظومتك الفكرية؟؟

                                                    حسان أوهمو، مدون امازيغي