Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
28 mars 2008

"الجــامعة العربيــة" منظمة عرقية عنصرية في القرن الحادي و العشرون

28/03/2008

"الجــامعة العربيــة" منظمة عرقية عنصرية في القرن الحادي و العشرون

                                     

عبد الله بنحسي

 

"ان العرب اذا تغلبو على أوطان أسرع اليها الخراب و السبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش و أسبابه فصار لهم خلقا و جبلة.."

                                                               ابن خلدون *

 

   في الوقت الذي تتطور فيه الدول وتتجمع في تكتلات اقتصادية يوحدها قانون المال والمصلحة الاقتصادية وتغلب مصالح مواطنيها في أي اندماج مع غيرها تأبى بعض معاقل الديكتاتورية والفكر الرجعي الا أن تتقوقع على ذواتها و تنشأ منظمات عرقية تجمع فيها دويلات متفرقة في كل شيء و لا يوحدها الا ادعاء حكامها انتمائهم الى عرق من الأعراق البشرية .

واذا أردنا تحليل الأمور بمنطق عقلاني ونمحص رهانات الربح و الخسارة في الانتماء الى منظمة عرقية كهاته٬ سنجد أن أمام المغرب- بلدنا الافريقي الانتماء عضو منظمة الجامعة العربية- أكثر من سبب في الانسحاب من هكذا تنظيم بل وحتى ادانته من أجل تحقيق للمصالحة مع شعبه و تاريخه وقضاياه الحقيقية.

وسنبين ذالك من خلال مستويين سياسي و ثقافي .                                                                                                                              

أولا على المستوى السياسي ׃ 

أول ما يلاحظه المرء في العلاقات البينية التي تربط الدول المغاربية عموما وما يسمى الدول العربية هو سيادة الخطاب المتعالي/الدوني كما لو أنهم يمنون على المغاربيين انتماء العروبة فحسب تصورهم يكفينا نيل "شرف" الانتماء إلى العالم العربي "الشريف" فهم عرب أقحاح أما المغاربيون فهم عرب بالتبني *2.

و لعل أكبر المصائب التي نالها المغرب من الانتماء الى "الجامعة العربية" هي نشأة الجمهورية الوهمية العروبية على أرض الصحراء المغربية والتي" شكلت البلدان العربية الشقيقة لجانا و أجهزة لدعم خصوم وحدتنا الترابية و قدمت لهم ما يكفي و زيادة من الوسائل للكر و الفر ضد قضيتنا"3 بل ووصلت درجة الوقاحة السياسية أن فلسطين التي لا تمتلك حتى محددات الدولة حسب القانون الدولي كثيرا ماأبدت تعاطفها بل و مساندتها لحق تقرير مصير "الشعب الصحراوي" بدءا بعرفات الذي استقبل مجرم الحرب محمد عبد العزيز زعيم" البوليزاريو" بحفاوة وأعلن تضامن فلسطين مع قضيته العادلة –هكذا وبدون اسحياء- وصولاالى المؤتمر الأخيرللبوليزاريو في لجيجمات حضره الفلسطينيون ووصفو ما يعانوه في ظل الحصار الاسرائيلي شبيها ومماثلا لما يعانيه الشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال المغربي !!! 4  فهكذا يكون التضامن العربي و الا فلا٬ أما اذا تحدثنا عن التضامن العكسي و تبني المشارقة الاشقاء العرب للقضايا المغربية فجميع قضاينا بدءا بالصحراء المغربية إلى مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين، إلى المشكل الحدودي الدلئم بين المغرب والجزائر و احتلال اسبانيا جزيرة "ثورا" المغربية فلم تعقد الجامعة أي قمة لمناقشة أي من هاته القضايا ولم تخرج مضاهرات ولا اتخذها العرب قضية وطنية لبلدانهم بل ولم يتحدث عنها في اعلامهم . كما بين التاريخ معاداة القومية العروبية الناصرية والبعثية للمغرب فساهمت في تحريض المعارضة الاشتراكية سليلة الحزب الاشتراكي العربي على قلب نظام الحكم في المغرب في ثمانينيات القرن الماضي  *.5

كذلك خسر المغرب انتمائه الافريقي و دفع ثمن هرولته نحو دويلات الشرق الأوسط غاليا ففي  كأس العالم لسنة 2010، صوتت الدول الإفريقية وغيرها لصالح جنوب إفريقيا بعد أن تبين لها أن المغرب يعتبر نفسه بلدا عربيا مشرقيا ولا ينتمي إلى القارة الإفريقية.

ينضاف الى ذالك  مؤامرة العرب وصمتهم على جرائم الابادة الجماعية التي تقوم بها الملشيات العربية المسمات بالجنجويد في السودان ضد السكان الأفارقة بل وحتى مباركتها و تبريرها عملا بأحد أمثالهم ״أنصر أخاك ضالما أو مضلوما״  فلم تعلق مجرد التعليق على ممارسات عنصرية وتطهير عرقي لحكومة عربية أخرى عضو بنفس الجامعة العرقية، ضد جزء من مواطنيها لأن أصولهم غير عربية6. وهذا  دليلا آخر على الفكر العنصري الذي يؤطر وحدتهم وتضامنهم .

دون أن ننسى أن هذه المنظمة لا يمتلك أعضاؤها حق حتى صياغة بيان كيفما كان نوعه الا بالتنسيق و التشاور مع الأمريكيين و لعل الفضيحة التي أحدثها القذافي بقراءته نص البيان الختامي لرؤساء قمة الجامعة حتى قبل انعقادها لخير معبر عن ذالك .

ثانيا على المستوى الثقافي : 

    إن الذين يدعون بأن الوحدة اللسنية/اللغوية والدينية /العقائدية هما ركائز الوحدة السياسية ما هم إلا أصحاب فكر واحد ورأي واحد تعجز عقولهم الضيقة عن استيعاب تعايش االمواطنين في دول ترسم فيها أكثر من لغة و تمارس فيها أكثر من ديانة وعقيدة لذا ليس مستغربا أن الأيديولوجية القومية العربية لا تقبل بالتعدد وتعتبر "الأقليات" عاملا مشوشا و صنيعة استعمار وعملاء الصهاينة وأطراف في مؤامرة أبدية ضد الأمة وهي أقليات "عنصرية بائسة" و كونها "تيارا غلوا عنصريا غريبا" وهي "أقليات  تعايشت تاريخيا الى درجة الاندماج الثقافي و الغوي و الديني" * 7 وغيرها من النعوت والصفات القدحية التي تغطي بها مآسي تقافات ولغات شعوب حكمت عليها بالوئد وهذا ليس غريبا عن حضارة "الأعراب ".فهذا الوطن العربي الكبير سجن القوميات و الأعراق الغير العربية تعيش مجموعات عرقية، وجماعات ثقافية مصرة على الحياة وعلى عيش هوياتها الوطنية  الأصيلة رغم أنف القومية العربية،. ففي مصر يوجد النوبيون والغجر الدوماريون و الأمازيغ في سيوا٬ والأقباط، دون الحديث عن كون المصريين ذاتهم ينفون كونهم عرباً بل هم "فراعنة"، و في سوريا هنالك الأكراد و اليزيديين، و الأرمن والتركمان، هؤلاء الذين لا تزال لغتهم سارية حتى اللحظة، وفي الأردن هنالك الشركسيون والشيشانية والأرمن والتركمان والأكراد الذين يمثلون حوالي وفي دول شمال افريقيا ، المغرب تونس الجزائر، وليبيا و موريطانيا يعيش الشعب الأمازيغي مقاوما المسخ القومي والهوياتي والثقافي والفكري والإيديولوجي للمغرب ٬رغم المحاولات اليائسة لربطه حتى سلاليا بالعرب من طرف وكلاء القومية العروبية كغلاب اللذي أكد غير ما مرة أن ׃"المغرب ينتمي إلى العروبة عن طريق السلالة".

ومن الأساليب و الوسائل التي لجأت اليها المثقفين أصحاب التبعية، للإيديولوجية البعثية و الذين يتحكمون في دواليب الدولة في المغرب نذكر ׃

- عقد "المؤتمر القومي العربي" في المغرب و اسناد رئاسته لمحامي الديكتاتور السابق صدام المسمى خالد السفياني .

- تحويل مدينة الرباط عاصمة للثقافة العربية سنة 2003 

- استضافة مؤتمر الفكر العربي في مراكش.

- بث قنوات التلفزة المغربية برامجه وأفلام ومسلسلات وأخبار وضيوفها وأغاني عن العرب و ثقافة العرب ومشاكل الشرق لأوسط يوميا مع اغفال ما دون ذالك من الابداعات المغربية و العالمية.

- استغفال الشعب المغربي و التلاعب بمشاعره عن طريق حشد الجماهير في مسيرات منظمةو ممولة من طرف جهات رسمية للتظاهر من أجل الديكتاتور صدام حسين و مجرمي الارهاب و مشاكل الشرق الأوسط. 8

- احتقار وتبخيس كل ما هو مغربي أصيل فأصبحنا " نستعمل لغة المشرق ونتبنى هويته وندافع عن قضاياه، ونقلده في كل شيء، حتى في التطرف والإرهاب وحجاب الرأس والعقل". 9

   ويبقى الأمل معقودا على رياح الديموقراطية و التغيير و نضج الوعي الهوياتي لدى الشعوب أما الحكام و مفكري البلاط فليغنو "حلمهم العربي" و "ضميرهم العربي" الى حين أما الواقع فشئ آخر..

وأختم ببيت شعري للشاعر العربي أحمد مطر يقول׃

                        أسرتنا "العربية״ كبيرة          وليس من العافية أن يكبر الورم 

عبد الله بنحسي

Anaruz3@yahoo.fr

Publicité
Publicité
Commentaires
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
Publicité
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
Archives
Derniers commentaires
Articles récents
Publicité