جمعية الجيل الثالث لحقوق الانسان بين التوجه المخزني وحقوق البهتان
جمعية الجيل الثالث لحقوق الانسان بين التوجه المخزني وحقوق البهتان
نظمت جمعية الجيل الثالث لحقوق الانسان يوم 7 مايو 2008 بقاعة البلدية بكلميمة ندوة تحت عنوان الامازيغية بين السياسي والثقافي. واستدعى المنظمون لهذا النشاط عبد الحميد العوني الصحفي في جريدة الأسبوع الصحفي. وقد قام المنظمون بدعاية لفتت الأنظار حيث وزعوا الدعوات الكتابية كما علقوا اللافتات حتى في المداشر القريبة من المدينة. وجاء الجمهور بكثرة وملأ القاعة.
ورغم كل المجهودات الدعائية استغرب الحاضرون لمضمون العرض الخالي من التحليل والبعيد عن الأمازيغية، فطال التقديم وطال الإنتظار ولم يتطرق الأستاذ المحاضر لا إلى حقوق الأمازيغية ولا إلى سياسة الدولة المغربية نحو الأمازيغ بل اختار أسلوب المناورة الكلامية والتعويم المقصود والضبابية. فكان ينتقل من العراق إلى أميركا مارا بالسعودية مع بعض الومضات التاريخية المنتقاة بمكر كالحديث عن حنيبعل أو القديس أوغوستين ثم التوقف عند الأدارسة لذكر ما أسماه الدولة الأمازيغية. ولم يفت الأستاذ العوني الإدلاء برأيه في تعريف هوية المغرب التي وصفها بالمتعددة مستدلا بكون المغاربة خليطا من العناصر والأقوام.
ومن خلال حصة المناقشة ظهر جليا أن الندوة كان الغرض من تنظيمها التشويش على قناعات الشباب الأمازيغي بنشر الأفكار العدمية ومحاولة زرع الخوف و التذبذب في نفوس الحاضرين مثل الحديث عن صعوبة التفريق بين العرب و الأمازيغ بالمغرب أو التلميح إلى وجود مؤامرة إسرائيلية ضد وحدة المغرب.
إن هذه الندوة وأطوارها أبانت عن سيناريو طبخته الجمعية المنظمة مع جهات أمنية، إذ لاحظ الجمهور تدخلات غريبة من طرف عناصر مشبوهة كالكلمة أو الرسالة التي- كتبت لهذا المتدخل ولهذه المناسبة- قرأها أحد أعضاء "اللجنة التنظيمية" الذي تناول فيها موضوع التنمية البشرية البعيد كل البعد عن موضوع الندوة والتدخل الكوميدي لأحد أعضاء جمعية إرحالن الذي طالب المحاضر ترجمة عرضه إلى الأمازيغية. كذلك لفت انتباه الحضور تدخل امرأة استدعيت لغرض عرض مشكلها المتمثل في احتياجها إلى مساعدة مالية لإتمام بناء منزلها بقصر إكولميمن. أما آخر مشهد في المهزلة فتمثل في استدعاء أحد الشعراء الإنتهازيين الأمازيغ لقراءة إحدى قصائده وهو بهذا الفعل لا يعرف الفرق بين الندوة والسهرة.
رغم كل ما ذكرنا فإن الشباب الأمازيغي الحاضر لم يدخر جهدا في فضح هذه المؤامرة الدنيئة على الحقوق الأمازيغية إذ عبر أغلبية المتدخلين عن أسفهم لهذا النوع من التحايل الفكري وانتقذ بعضهم المحاضر لخروجه عن الموضوع والتفافه حول الأفكار الأساسية. ولم يفت المتدخلين استفزاز المنظمين بملاحظات وتساؤلات موضوعية لكونهم "مهتمين" بالمجال الحقوقي. وأدى هذا الإستفزاز إلى تعقيبات ديماغوجية من قبل ممثل الجمعية المنظمة الذي لم يجد حرجا في ادعاء أن جمعيته حقوقية محايدة تتابع الأحداث وترصد الوقائع وتراسل المسؤولين.
كيف يقتنع المرء بهذا البهتان وهو لم يقرأ ولو بيانا لهذه الجمعية منذ سنوات؟ هل حياد الجمعية هو الذي جعل أعضاءها يتابعون الإعتقالات في صفوف المناضلين الأمازيغيين وغيرهم دون تغطية أو رد؟ هذه الجمعية المحايدة حصلت على قاعة البلدية بكل سهولة و قدم لها الدعم الكافي في الدعاية لمراوغة الشباب واستدعاء متدخلين انتهازيين كشفوا عن حقيقة هذا النوع من الجمعيات الحاملة لأسماء رنانة ولكنها مخزنية وانتهازية بامتياز.
من غرائب هذا النشاط المشبوه عملية توزيع كتب الأستاذ المحاضر مجانا على جميع الحاضرين الذين اقترب عددهم من المئتين. إن مدينة كلميمة لم تشهد مثل هذا الكرم الذي لا تقوم به إلا المنظمات التبشيرية. إن هذه الندوة كانت مناسبة لاكتشاف الوجه الحقيقي لجمعية تدعي الإهتمام بحقوق الإنسان وتنشر الفكر الرجعي وثقافة البهتان. لكن الشباب الأمازيغي اليقض أعطى للإنتهازيين والمراوغين درسا لن ينسوه أبدا. نتمنى أن يأخذ المتملقون العبر من هذا الحدث ويتشجع الشباب لمحاربة مفسدي الفكر والمرتزقة الجدد.
يدير إميري
تيزي ن إمناين في 15 مايو 2008