دواوير بدائرة بوزكارن بين واقع الفقر و التهميش... و تجاهل المسؤولين

دواوير بدائرة بوزكارن بين واقع الفقر والتهميش... وتجاهل المسؤولين

جبــال قاحلة ،مزارع جافــة ، أشــجار ذابلـــة ، نــذرة مياه العيـــون، ماشيـــة تحتضر 

ومشــاريع معطلة ... إنها  ملامــح دواوير  أنهكها  جفاف الطبيعة.......و تجاهل

المسؤولين

امبارك السلامي

تعاني دواوير: ايت جرار ، تيسلان ، اكـم واغرغار التابعة إداريا لقيادة افران الأطلس الصغير وجماعيا لجماعة تيمولاي من وطأة العزلة القاتلة ومظاهر التهميش بمختلف تجلياتها . كما ان توالي سنوات الجفاف على المنطقة زاد في تأزم وتفاقم الأوضاع المعيشية للسكان اللذين يعتمدون أساسا على الفلاحة  وتربية المواشي والدواجن  وبعض الحرف الأخرى الهامشية وعائدات المهاجرين داخليا وخارجيا الذين دأبوا على العودة إلى دواويرهم   موسميا وكلما أتيحت لهم الفرصة.

ان واقـع حال المنطقة  يفيذ بالملموس أنها مجـرد قرى أريـد لها أن تكـون  في طي الكتمان لئلا تفضح زيف الشعارات الرنانـة من قبل تنمية العالـم القروي ومحاربة الفقر والهشاشة والنهوض بالمرأة إلى غير ذلك من الشعارات التي لا اثر لها في واقع هذه الدواوير وحتى بعض المشاريع  التي تم صرف من اجلها الأموال العمومية تندرج ضمن المشاريع المعطلة أو الغير التامة .

- الزائر لهذه المنطقة يجد نفسه مرعوبا ومصدوما لمنظر عشرات أشجار النخيل المتهالكة ورؤسها متهاوية واحدا تلو الآخر نتيجة عدة عوامل منها: مرض البيوض، وعدم وجود المياه الكافية لريه ، وتوالي سنوات الجفاف ولم يبقى منها الا الجدوع التي استطاعت الصمود في وجه قساوة الظروف الطبيعية ولتكون شاهدة على استفحال درجة الإهمال والتهميش الذي تعانيه هذه المناطق في جميع الميادين ، ولتؤرخ كذلك خصوصا للأجيال اللاحقة لمرحلة تاريخية معينة عرفت فيها هذه المنطقة ازدهارا قل نظيره في مجال الفلاحة وكانت المزود الرئيسي للأسواق المحلية بالخضر وبعض المزروعات ، ولتثبت للمستثمرين وابناء المنطقة مدى خصوبة هذه الأرض الطيبة لولا الإهمال والتجاهل...

- المستوصف القروي الذي ظلت أبوابـه موصدة فـي وجه الساكنة ولم تستفد من خدماته قط ، مما يزيد من معاناتهم كلما تطلبت حالتهـم الصحية حقن ابرة ضد لسعات العقارب ، أو اخد أدوية ضد ضربات الشمس ، أو تلقيح طفل أو إجراء فحوصات للنساء الحوامل.

- حرمان نسـاء وفتيات هذه الدواوير من الاستفادة من خدمات النادي النسوي الذي أريد له ان يكون مجرد بناية مهجورة تفتقر للأبواب والنوافذ وتتعرض للخراب والدمار بدون حسيب ولارقيب ونتساءل عن الفائدة التي يتوخاها مدبرو الشأن المحلي من إنشاء بناية لايستفيد المواطنين من خدماتها.

وبالرغم من كون ساكنة المنطقة محرومين من كل الخدمات الاجتماعية التي كان مفروضا على مؤسسات الدولة إن تقدمها لهم تجسيدا لشعار جعل الإدارة في خدمة المواطن والمفهوم الجديد للسلطة والحكامة الجيدة ، الا إن شيئا لم يحدث من شانه ان يخفف من معاناتهم ، وما يزيد الوضع تعقيدا مشكل التزود بالماء الصالح للشرب الذي ظل مشكلا عويصا يؤرق بال السكان نتيجة شبح العطش الذي يهددهم من حين لاخر، وان هذه المادة الحيوية انيط تدبيرها لاحدى جمعيات المنطقة ، التي أصدرت مؤخرا بلاغا تخبر فيه الساكنة انها قررت تزويد السكان بالماء الصالح للشرب من الساعة السادسة والنصف صباحا إلى غاية الساعة العاشرة صباحا نظرا لندرة المياه ولترشيده حسب البلاغ ، وقد عبر مجموعة من السكان المتضررين من هذا القرار خصوصا منهم اولئك الذين تقع مساكنهم في أماكن مرتفعة عن استيائهم من هذا القرار الذي لايراعي التضاريس الجغرافية للمنطقة التي كانت عبارة عن سهول وهضاب ومرتفعات. كما لفتوا الانتباه الى أحد الآبار المجهز بالصهريج والمضخة مند سنة تقريبا الا إن السكان محرومين من الاستفادة من خدماته هو الآخر لحاجة في نفس يعقوب ، كما أكدوا ان من شأن الإسراع بتشغيل هذا البئر ان يغطي حاجيات السكان  وتجاوز هذا الخصاص كما طالبوا بالكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى التباطؤ والتماطل في تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب انطلاقا من هذا البئر الذي أريد له أن يكون هو الآخر ضمن المشاريع التي استنزفت الأموال العمومية  الا أنها معطلة .

وفيما يتعلق بمشكل الماء الصالح للشرب فان مجموعة من السكان المتضررون رفعوا بتاريخ: 08/05/07 معاناتهم إلى المسؤول الأول عن دائرة بوزكارن وتلقوا وعودا في هذا الإطار.

فهل سينتبه المسؤولين إلى هذه الدواوير لرفع الإقصاء والتهميش واطلاق برامج تنموية حقيقية تستهدف المستوى المعيشي للسكان للتخفيف من مخلفات الجفاف وغلاء المعيشة ؟

سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة ؟

امبارك السلامي078-62-84-69