Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
14 mai 2008

الطيب أمكرود لـ "إنغميسن": ليست هناك إرادة سياسية لإنجاح إدماج الأمازيغية في المنظومة الت

الطيب أمكرود لـ "إنغميسن": ليست هناك إرادة سياسية لإنجاح إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية

أجرى الحوار: حسان أوهمو.

في إطار الحوارات التي تجريها مدونة انغميسن الالكترونية مع الفاعلين الامازيغ، إرتأينا اليوم الخوض في موضوع ذو أهمية كبيرة على الشأن التربوي والثقافي، تدريس الامازيغية بالمدرسة العمومية، هل التجربة بخير؟ أين وصل مشروع ادماجها في المنظومة التعليمية المغربية؟ ما الاكراهات التي تواجه أسرة تدريس هذه المادة؟ هذه المحاور، طرحناها على الاستاذ الطيب أمكرود، أستاذ المادة بنيابة بوجدور، فكان الحوار كالأتي:

*مرحبا بكم أستاذ الطيب على صفحات جريدة إنغميسن الالكترونية، بداية هل لك أن تقدم نفسك للقراء الكرام؟

**ءازول، بداية أشكر الأخ والصديق حسن أوهمو على إتاحته إياي هذه الفرصة للحديث عن ملف أثار، يثير وسيثير العديد من علامات الحيرة والسؤال، ألا وهو موضوع إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية الوطنية التي غيبت وأقصيت منها لما يقارب الخمسين سنة، وعلى كذا على جهوده العظيمة في سبيل إيصال المعلومة إلى القارئ الأمازيغي/متصفح الأنترنيت وإطلاعه على الخبر الأمازيغي، الذي ما زال مغيبا من على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة وصفحات الجرائد المغربية رغم كون جيوب الأمازيغ تشكل مصدر تمويل واستمرارية هذه المنابر.

أنا اسمي الطيب أمكرود، مزداد بإيمي ن تليت بإيحاحان إقليم الصويرة سنة 1973، أستاذ للتعليم الإبتدائي منذ 1993، أدرس اللغة الأمازيغية منذ 2003، فاعل جمعوي، رئيس فرع منظمة تاماينوت ببوجدور، رئيس جمعية تيفاوت بإيمي ن تليت إقليم الصويرة، موسيقي عازف على ألتي البانجو ولوتار، رئيس مجموعة ءاياون للموسيقى الأمازيغية ببوجدور، باحث في الثقافة الأمازيغية، حقول الموروث الشفاهي، المعجم، الأعلام، اللسانيات...شاعر أمازيغي عضو منظمة شعراء العالم، الحصيلة  لحد الآن ديوانان شعريان في طريقهما إلى السوق في القريب العاجل: ديوان «Inagan»  الشهود، يتضمن ثلاثين (30) قصيدة في مختلف أغراض الشعر الأمازيغي، والديوان الثاني بعنوان «agad n tidt» بويضة الحقيقة يتضمن  واحدا وثلاثين(31) قصيدة .

*باعتباركم أستاذا للغة الامازيغية للتعليم الابتدائي، ما هو تقييمكم لحصيلة تدريس اللغة الامازيغية بالمدرسة العمومية؟

**صونا للحقيقة واستحضارا للتاريخ الذي لن يرحم أحدا منا غدا، وبعيدا عن لعبة الأرقام، وأرقام الواجهة التي يروجها القيمون على الشأن التربوي ببلادنا- وللأسف بعض المنتسبين إلى الطرف الثاني في اتفاق الشراكة الإطار المتعلق بالمشروع والذي تمت المصادقة عليه سنة 2003 أي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذين ليسوا في في النهاية إلا مناضلين سابقين وقد يكونون مازالوا كذلك بصفوف الحركة الأمازيغية - كلما تعلق الأمر بجرد لحصيلة تدريس اللغة الأمازيغية بعد مضي خمسة مواسم على تدشين المشروع ، وبكل أمانة وصدق وبعيدا عن المزايدات، أقول أن تدريس اللغة الأمازيغية ليس بخير، ولا يعكس بالمرة سيل التطبيل والتهليل الذي رافقه، وكي أكون واضحا أكثر أقول أن من يدرسون اللغة الأمازيغية، ومن يتلقون دروسها يعدون على رؤوس الأصابع في مؤسسات الوطن، ولا يلتزم ويضطلع بهذه المهمة إلا من يحملون في قلوبهم حبا للأمازيغية ويناضلون تربويا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من إرثنا العظيم هذا الذي للأسف الشديد تسعى أطراف وتتكالب توجهات متعددة ومتنافرة لإبادته.

*يرى البعض من المهتمين بالمجال، أن تدريس الامازيغية مازال تعترضه العديد من العقبات، تحد من مردوديته، فما هي المشاكل التي تواجهكم من خلال تجربتكم في هذا المجال؟

**للأسف الشديد، ودرءا لأي سوء فهم أو تأويل، وكما أسلفت، ورغم تضحيات جسام لعدد هائل من المتدخلين في الشأن التربوي، خصوصا ما يتعلق باللغة الأمازيغية، حيث أعدت المناهج والبرامج، وصيغت النصوص القانونية والمذكرات، وكونت أفواج وأفواج من المكونين (بكسرالواو)، والمفتشين ورجال الميدان أي المديرين والأساتذة، وأعدت الكتب والمقررات، فإن ما تحقق لصالح الأمازيغية في التدريس لا يعكس حجم التضحيات التي بذلت من قبل أطراف عديدة وذلك نظرا لجملة مثبطات وعوائق وعراقيل نذكر منها :

على المستوى المركزي، إذ هناك، غياب الإرادة السياسية والتي لا تعرقل التعليم فحسب بل كل المجالات التي يخصها الإصلاح وعلى رأسها الإعلام الذي يعد تعثر إطلاق القناة الأمازيغية وجهه البائس. وعدم إلزامية تدريس المادة وتقويمها من قبل الأساتذة، واعتبار ذلك مضيعة للوقت من قبل عدد كبير منهم، خصوصا من يمتحون من معين الإسلام السياسي والقومية...إلى جانب غياب الجدية في تعامل الوزارة الوصية مع الملف، ويتجلى ذلك من خلال قرائن متعددة يبدو أهمها سيل المذكرات والمناشير الوزارية المتعلقة بالمادة والتي تصدر ولا تعرف طريقها إلى التطبيق، فبما تفسر إصدار وزارة التربية الوطنية للمذكرات 108، 90، 130 و133 التي لم يطبق ولو بند واحد منها ؟.

فالصمت المريب الذي يرافق المشروع، والتشبث بالميثاق المسمى، جورا، بالوطني للتربية والتكوين، أمر يكفي اللبيب لفهمه الإطلاع على التقرير الأخير للمجلس الأعلى للتعليم الذي يدعو بشدة في المقام الأول إلى دعم تعلم العربية واللغات الأجنبية، ويشير بشكل محتشم في آخر السطر إلى السعي إلى تمكين أكبر عدد ممكن من الأطفال المغاربة من تعلم الأمازيغية، مع إشارة إلى أن كل المطبوعات الرسمية لم تجرؤ بعد على إلحاق الأمازيغية باللغة لأغراض في أنفس اليعاقيب. أما على المستوى الجهوي، فيتسم بغياب تصور واضح لدى المسؤولين عن المشروع، واعتباره من قبل أغلبهم سحابة صيف سرعان ما ستأفل، حيث ندرة بل غياب التكوين بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، حيث لم تشهد الجهة إلا أربع دورات تكوينية بمجموع ستة عشر(16) يوما خلال خمسة مواسم، بمعدل ثلاثة أيام خلال كل موسم، بينما التوجيهات الرسمية تشير إلى وجوب استفادة كل مكلف، أو مقبل على، تدريس اللغة الأمازيغية من ثلاث دورات من خمسة أيام للواحدة على الأقل في الموسم . كما نلاحظ، الارتجالية في اختيار المستفيدين من التكوين، حيث يستدعى أساتذة غير معنيين البتة بالمادة نظرا لكونهم غير ممتلكين لناصية اللغة الأمازيغية، أي إتقان أحد فروعها، فهل يعقل أن يسند تدريس مادة إلى إنسان لا تربطه بها أية علاقة ؟ وإشهار معضلة الخصاص في الموارد البشرية عند ما يتعلق الأمر بتخصيص أساتذة للمادة كما تشير إلى ذلك المذكرة 133 عندما يتجاوز عدد الأقسام ثمانية والحال أن بنيابة العيون وحدها فائضا من الموارد البشرية يتجاوز السبعين. يسجل أيضا، عدم إدراج الكتاب المدرسي للغة الأمازيغية ضمن لائحة الكتب الرسمية المعتمدة بالجهة، وعدم توزيع أعداد هائلة منها لازالت مكدسة بمقر الأكاديمية، بينما يعاني الأساتذة والتلاميذ الأمرين لإيجاد الكتاب المغيب من السوق عنوة رغم تحريره مؤخرا، والذي للأسف لم يفرح به المعنيون حتى أعلن عن اعتماد كتب جديدة بديلة عنه يتجاوز ثمنها الثلاثين درهما وهو ما يشكل عرقلة إضافية أمام المشروع. ينضاف إليهما، تهرب المسؤولين التربويين الجهويين من البحث عن استراتيجية واضحة للسير بالمشروع قدما نحو الأمام وتغليبهم كفة اللعب على الوقت واعتماد الحلول الترقيعية كتكوينات محلية يشرف عليها أناس غير متمكنين من المادة واعتماد الساعات الإضافية كحل لمعضلة خصاص الأطر التربوية المؤهلة لتدريس مادة اللغة الأمازيغية وذلك للتهرب من تخصيص أساتذة للمادة. وعلى المستوى المحلي، ضبابية فهم المسؤولين للملف في أفضل الأحوال ولامبالاتهم التي يعريها عدم اهتمامهم بآرائنا كأساتذة وفاعلين جمعويين، واكتفاؤهم بإجراء إحصاءات للأسف لا تعكس الواقع المرير لبوجدور في ميدان تدريس اللغة الأمازيغية الذي لا يتم إلا من قبل بضع أساتذة: أربعة بمدرسة المسيرة، واحد بمدرسة الإتبعاث، واحد بمدرسة الحسن الثاني، وأستاذتان بمدرسة الوحدة، وللتدقيق أكثر فإن كل أستاذ منا لا يدرس الأمازيغية إلا في قسمه الذي غالبا ما يتم تشتيت تلاميذه عند انتقالهم إلى المستوى الأعلى، مما يعني عدم استمرارية تلقي التلاميذ لدروس اللغة الأمازيغية، وهو السبب المباشر إلى جانب أسباب أخرى عديدة لعدم تجاوز المادة للمستوى الثالث في قسم يتيم رغم مرور خمسة مواسم على بداية المشروع.

*نعلم أنكم تدرسون هذه المادة بمدينة بوجدور بالصحراء المغربية، ما مدى تجاوب تلاميذ المنطقة مع هذه المادة، خصوصا وأن غالبيتهم لا يتقنون التحدث بها.

**من الحقائق العلمية التي يغفلها الكثير من الناس أن إمكانيات الطفل العقلية تؤهله لتنمية وصقل كفاياته وعلى رأسها الكفايات اللغوية والتواصلية وتعلم سريع وفعال للعديد من المهارات، وإذا استحضرنا أن اللغة الأمازيغية –بعكس العربية الفصحى- تعتبر لغة أما، ولغة بيت وشارع وحقل ومعيش يومي لنسبة كبيرة من المغاربة (75% حسب بعض الأوساط)، وتحضر بقوة في النظامين اللغويين الآخرين السائدين بالمغرب، الدارجة والحسانية، على مستوى قواعد الصرف والنحو والتركيب والمعجم، وإذا علمنا أن نسبا كبيرة من سكان بوجدور ينحدرون من قبائل أمازيغية ومنها أمازيغ الصحراء من أيت باعمران، أيت ياسين، أيت ابراهيم، أيت زكري، ءيكوت...وإذا توخينا الدقة بالقول أن التحدث بلغة ما ليس شرطا للشروع في تعلمها، وانطلاقا من تجربة خمس سنوات من تدريس اللغة المازيغية ببوجدور، أؤكد لكم – وبكل صدق وأمانة- أن درس اللغة الأمازيغية من أروع الدروس التي نقدمها لتلامذتنا، وسينبهر الزائر أول مرة لأحد الأقسام التي تدرس بها لمستوى التلاميذ والتجاوب الكبير الذي تلقاه حصصها الستة، وسرعة وسهولة ويسر تعلم الأبجدية الأمازيغية تيفيناغ، وما على من أراد الإطلاع بنفسه على إحدى حصصي الحية إلا زيارة موقعي على يوتوب على الرابط التالي:

www.youtube.com/amgroudtaieb1973

*ألا ترى معي أن الارادة السياسية غائبة في ادماج الامازيغية في المنظومة التعليمية؟

**إن مفتاح نجاح مشروع المصالحة مع الأمازيغية في كل تمظهراتها وتجلياتها الثقافية، اللغوية، الإقتصادية، الإجتماعية...هو السياسة، ومن يقول بغير هذا فإنه يجانب أو يتجنب الصواب، فبوابة تمتيع الأمازيغية الحية التي ترزق رغم أنف من يرفضون لها هذا الحق، تمتعها بحقها الطبيعي في الوجود والاستمرار في الوجود الذي تتهدده مختلف الأعاصير، وتوفير الحماية القانونية لها، وإلزامية التقيد بالقرارات التي تتخذ لصالحها من قبل الجميع، والتي لم ولن تتخذ طبعا في غياب الإرادة السياسية، إن مفتاح كل ما أتيت على ذكره هو التنصيص في القانون الرسمى السامي للوطن أي الدستور وفي القوانين والنصوص المفصلة المفسرة له على أمازيغية المغرب، وعلى كون الأمازيغية لغة رسمية للمغرب حتى يصبح المغرب مغربيا بالفعل وبالقوة.    

*ماهي الرسالة التي تريد أن توجهها الى كل أساتذة هذه المادة بمختلف ربوع المغرب؟

**أغتنم هذه الفرصة لأتوجه إلى كل الأمازيغ برسالة تاريخية، مكنونها أن الأمازيغية في أعناقنا جميعا فلنصنها ولنسع بما نستطيع للدود عنها وإنقاذها وسط الإعصار، كما لا تفوتني هذه الفرصة دون أن أطلب من كل من يضطلع بمسؤولية تدريس اللغة الأمازيغية، أو يجد في نفسه رغبة في القيام بشيء ما لصالحها، أن ينضم إلينا نحن اللجنة التحضيرية لجمعية "أساتذة اللغة الأمازيغية بالمغرب" التي نفكر في تأسيسها. وأضع رهن إشارتهم روابطي للاتصال :

Amgroud1973@gmail.com  هاتف:061 93 54 69

*كلمة مفتوحة لكم؟

**في الختام أتوجه بالشكر العميم للأخ والصديق والرفيق المناضل الشاب حسان أوهمو، وأقول له مزيدا من التألق والصمود والتحدي لمدونة ءينغميسن .    

Publicité
Publicité
Commentaires
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
Publicité
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
Archives
Derniers commentaires
Articles récents
Publicité