Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
13 mai 2008

قصة في تحديد الملكية و الشخصية / الى جرة القلم التي أعدمت حلم أمي قبل الولادة الى المزاج الذي أفسد علي تحديد ملكيتي الى من منعوا

قصة  في تحديد الملكية و الشخصية

الى جرة القلم التي أعدمت حلم  أمي قبل الولادة

الى المزاج الذي أفسد علي تحديد ملكيتي

الى من منعوا من حق التعريف  و الشخصية القانونية .

الحسن أنفلوس  (الدار البيضاء)

عمت الأفراح البلدة , وازدانت الطرقات بالورود و المزينات جمالا كأنها في عز عرس الربيع ,و دوي الدفوف يهز المكان هزا , كانت المناسبة  مناسبة – تامغرا- في دوار انفلاس , صارت الأمور على ما يرام , و تلتها الأيام ...

ازداد المولود و عمت الأفراح من جديد , والححت أن أكون صاحب التعريف و العلامة المقبلة على التداول , وأن أحظى بشرف ادراج العلامة  في دفاتر التقييد و التحمل. العلامة مضيئة شعاعا حتى قبل التداول , لها وقت معلوم  تخرج الى الملأ تملأه دفئا و طمأنينة في زمن الظلام والحلوكة , وتضيء الطريق.

اشتعلت حماسا , في انتظار يوم تسجيل العلامة وفق كل التحفظات القانونية والفعلية كما الشأن لباقي العلامات المتداولة .

علامة مشروع مع امتلاك جميع الحقوق اللامحفوظة , علامة كائن – أيور -  علامة كباقي العلامات  تافوكت  أو شمس ...

بدأت المداولات في شأن العلامة , كيف يكون وقعها في التداول , وفي بورصة القيم المالية والاجتماعية و حتى السياسية المحلية والدولية , و كثرت العقد و التعقيدات في بورصة القيم المحلية و حتى الدولية فيما بعد النشور...

و انتصبت في الزاوية وحيدا رافعا للعلامة المضيئة – أيور – و سجلت مرافعتي ضد أبناء جلدتي , وحتى ابن أمي .

استقبلني  الأهل بفتور ومرارة لدى عودتي من قسم المرافعة , لأني بدون وجهة و لا عنوان , و سيبقى المشروع بلا مسمى مدة الترافع .

لم يعد يهمني زمن المرافعة , و لا تبعاتها , انصب كل الاهتمام على وضع العلامة التي اخترتها ما دامت قوانين البورصة تمنح ذلك , وما دامت العلامة لا تخالف مضامين دفاتر التقييد والتحملات , بل ما دامت العلامة ارث تاريخي.... و عليه أقسمت أن لا أخون الوصية , وأن لكل دي حق حقه في الموروث  والارث , بالقسمة للقربى  والمقربين ودوي  القضية.

و مع الالحاح  و مرور الأيام  , وتوالي الأزمات النفسية , والتوصيات الاجتماعية , أصبحت مو زعا أشلاء لا الى هنا و لا الى هناك .

و هكذا عجزت أن أضع معالم المسار, ما بين الدخول و الخروج , أخترق لحظات الزمن  الكثيف في محاولة لانشاء فتحة متنفس  , أخرج منه الى النور المستتر , كالضمير المستتر , والضمير العائد .

كينونتي في الضمير, هي كينونة استتارة الضمير العائد علي , كما هي رباطات النجوم  و القمر في الأجواء .

علق أحدهم :  - ايور – من يكون , كائن , مخلوق , شئ ما , أو جسم مسبح .....

أيور , عندي و عندنا في البلدة , نور وضياء , لكن الظلام اكتنفه في محلات البيع و الشراء , والعقود ....

تسألت  لما يحرم  التحديد بلفظة –أيور- ؟

أتذكر حينما اقتسمنا الارث رفقة روابط الدم , وكان من نصيبي هضبة  أول ما يشرق عليها , و أول ما يغرب عنها –أيور- و في  تحرير العقود لا شيء يحددها و يضعها ضمن الرؤية والوضوح غير هذا المخلوق , لأنها معزولة بلا احداثيات .

جلست قبالة المحرر , وبدأت أسئلة ما تتقاطر علي من جانبه :

- ماذا يحدها من الشمال ؟

- لا شيء ... ايور أول من يشمل عليها من ضيائه ...

- ما هذا الهراء قلت لك ماذا يحدها من الشمال ؟

- من فضلك قلت لك ....

و لما أحس المحرر أن لا شيء يحددها سوى هذا المخلوق المسمى – أيور - , علم أن الهضبة ليست محل نزاع  أو تلاعب, حينها أدرك أنه يستطيع أن يضع احداثيات من لدن نفسه , هي غير ما كنت أفتيه عليه .

- و ما يحدها من الجنوب ؟

كان ينتظر أن أدقق الجواب ... و قلت بسرعة بديهة  وفطرة أزلية :

- أول ما يجنب عليها نور – أيور- .

لم يكد يسمع الجواب حتى رمقني بنظرة غيض , كادت أرجائي أن تهتز لها هزا , لكن قوة ما انبعتث من داخلي  وتمكنت من الصمود , و النطق على أحسن حال .

و لما تأكد أن لاشيء , سيفكه من قلة تحمله للفظة المنيرة المضيئة , دخل في عملية تحرير سريعة  , كأنه يبغي أن ينتهي قبل الموعد المحدد .

- و ماذا يحدها من الشرق ؟

- أول ما يشرق عليها – أيور –

- و من الغرب ؟

- كذلك هو أول  من يغرب عنها.

- مند متى و أنت صاحب هذه الملكية ؟

- مند أن خلقت السماء و الأرض  و الشمس والقمر ...

لم أكد أنطق بالعباراة الأخير ة , حتى رفع سبابته في الهواء مشيرا الي , لم افقه شيئا , و بدا انشراح غريب يعلو وجهه , كأنه وجد مخرجا لمأزق ما , و أشار الي أن أنتظر ....

أخد يقلب أوراق التحرير من بدايتها , وبدأ يملأ فراغات قصيرة كان قد تركها , خلت أنها ستعبأ في محل عقود أخر , لكنه عبأها في ذات الحين كأن نزل وحي ما عليه.... استفسرت عن الفراغات  و تعبئتها .

أجاب مقتضبا :

- ستعرف كل شيء في حينه , الأن حددت الهضبة و لامكان لغموض ....

تنفست الصعداء , لأنها ملكي الوحيد , و لاشيء يحددها سوى نور و ضياء في ليالي بدر – أيور - .

انتهى من تعبئة كل الفراغات , فختم على الورقة الأخيرة , و مدها الي  لامضائها , و كانت نظيرين.

تأبطت نظيري , وأنا أكاد أطير من الفرح , لأني حددت هضبتي و ملكتها لنفسي وذريتي , و لأن أيور لن يموت  حتى تفنى الدنيا , ولن يستولي أحد ما على الهضبة ما دام- أيور – حيا ...

عدت الى البيت و كأني حققت انجازا عظيما ... و ضعت الملف النظير فوق الأريكة , وشرعت في اعداد كأس أتاي رفقة مؤنسي , و ما أن ارتشفت الشربة الأولى حتى انتابني فضول الاطلاع على نسخة الملف ... و قد كان لي المام بالقراءة  مند زمن بعيد , عاودت الكرة , ربما أقف عند التحديد الصحيح ... دار البؤبؤ  في فلكه , وتابع الخطوط من أولها الى أخرها , أخدتني رجفة , رعشة ... أو وعكة ... نوبة ... كادت أن تكون قلبية , والنهاية المنتظرة قبل التحديد .

لأني وجدت لا شيء , كل شيء ضاع , وأصبحت في ليل حالك لاني وجدت – قمر-  , ما هو القمر  أو من هو القمر ؟

و اختلط علي العاقل بغر العاقل . لم أكن أعرف كيف حدد القمر هضبتي و ملكيتي و ذريتي , و لم أسمع به يوما في تحديد الكائنات وتعريفها , لكن اليوم وجدته في وثائق تحديد ملكيتي , و كان من المفروض أن أعود الى قاموس تحديد الملكيات , للبحث عن مدلولات – قمر- أن أبحر في اتجاه تيار , بحتث عن - أيور- ولم اجده  , و الفراغات كلها مملوءة ...

من أين ؟ وكيف؟  ...  و أسئلة شتى كثيرة .... دون جدوى ....

استرجعت لقطات التدوين ... كيف استولى  - قمر – على هضبتي و كيف انتزع ملكيتي من- ايور- وريثي ودريتي ... فعلها المحرر , حين رفع سبابته . وحين ملأ الفراغات , اعدمت ووريثي بجرة قلم ...

أطلقت العنان لنفسي  لأدرك المحرر قبل ساعة الاغلاق , استفسرت , وطلبت اعادة التحديد  و ملكيتي ...

وما كان الحال الا أن قضي الأمر , و كنت كمن يسابق سكرات الموت عله يحظي ببطاقة تعريف قبل النهاية .

انتهى التحديد و نفد اعتماد وثائقهم , المرجو اعادة المحاولة لاحقا ....

  الحسن أنفلوس 

الدار البيضاء

Publicité
Publicité
Commentaires
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
Publicité
مدونة انمور امازيغ تغجيجت
Archives
Derniers commentaires
Articles récents
Publicité